فوق من الوسم الهد المغلق -------------------------------------- -->

الاثنين، 13 فبراير 2017

أولياء الله




قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ فيما يرويه عن ربِّ العزةِّ في الحديثِ القدسيِّ الذي أخرجه الإمامُ البخاريُ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه :

" إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ".

- أخوةَ الإسلام...
إن أولياءَ اللهِ هم الذين آمنوا لقولِه تعالى: (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا... )) {سورة البقرة||257}.
فمن آذى مؤمناً فقد آذاه الله .. فجاء البلاغُ الإلهيُ أن من يعتدي على أولياءِ اللهِ فإن اللهَ محاربُه أي سيهلكُه ويسلط عليه جنودَه (( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ )) {سورة المدثر||31}.
فالويلُ كلُّ الويلِ لمن وقفَ في خندقٍ معادٍ للحقّ .. وهنيئاً لمن وقف مع الحقّ.

- عبادَ الله...
إن فعلَ الفريضةِ عندَ اللهِ أفضلُ من النوافل , ونُقِلَ عن بعض العلماء ( أن ثوابَ الفريضةِ يَفضُلُ على ثوابِ النافلةِ بسبعين مرة ) فمثلاً ركعتانِ من الفريضةِ أحبُّ إلى اللهِ من ركعتين نفلاً, ودِرْهَمٌ من الزكاة أحبُّ إلى اللهِ من درهمِ صدقة , وقِسْ على ذلك باقي الفرائض, ولهذا جعل الله تعالى الفرائضَ لازمةً في العبادة.

- يا أهلَ الإيمان...
رغم ما ذكرناه عن زيادةِ ثوابِ الفريضةِ على النافلة, إلا أن العبدَ في هذه الدنيا يحتاج إلى من يعينُه عليها سواء في أعمالِه التي تتعلق بالدنيا أو أعمالِه المتعلقة بالآخرة.. والجهةُ التي ستعينك على الحياةِ ومشقتِها هي نفسها التي صُدِرَ منها الفرائض أي الله عز وجل
(فإذا كان اللهُ عليك فمن معك .. وإذا كان اللهُ معك فمن عليك) 
(ويا رب ماذا فقد من وجدك .. وماذا وجد من فقدك).

وأن العبدَ إذا أراد التقربَ إلى الله أكثرَ فأكثر لا بد له أن يزيد على ما فرضَه اللهُ عليه..
فكان المؤمنُ حينها لا يسمع إلا ما يرضي الله, ولا يبصر إلا إلى ما أحلَّه الله, ويداه لا تعمل إلا خير, ولا يسلك إلا طريقَ الجنة .. أي كان الله حافظاً له من أن يضل أو أن يقترف المعاصي .

فما كان له إذا سأل اللهُ أيْ دعاه وطلبَ شيئاً إلا أعطاه اللهُ ما طلبَ وأجاب له سأل.
وإن استعاذ باللهِ كان على الله أن يعيذَه, قال تعالى:

(( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )) {سورة يونس||62}.

- وفي الختام يا أحبابَ الله هذه بشائرُ نقلها لكم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن ربِّه لنرى بها دربَ الخلاصِ ونعلمَ ما يرضي اللهَ وما يغضبُه ونعمل بمقتضاها حتى ننال رضاه .. 


واسألُ اللهَ أن يجعلَنا وإياكم ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَه .. وأن يجعلنا وإياكم من أهلِ الجنة ..

آمين .. آمين .. وآخر دعوانا أن الحمدُ للهِ رب العالمين .


تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم