فوق من الوسم الهد المغلق -------------------------------------- -->

الأربعاء، 9 أغسطس 2017

بين ترشيد أصحاب الهمم العالية وتثبيطهم



هناك شريحة كبيرة جداً من المسلمين ممن يسمون أنفسهم مثقفين أو علموا شيئا من الدين أو أصل من الأصول أو فرع من الفروع أو تبنى اجتهاداً أو اعتقد فكرةَ
تجد همهم تكفير الآخرين، وهمهم اتهامك بالشرك، وهمهم اتهامك بالبدع، وهذا الذي يشق صفوف المسلمين، وهذا ما يُفرق لا يُجمع، وهذا ما يُشتت وفيه خدمة للغرب سواء بقصد أو بغير قصد .. بدلاً من أن يضعهم على خط واحد ويجعلهم عصبة واحدة يصعب كسر إرادتها ..

وأهم نُقطة:
أن هذه الفئة التي لا تثق بالمسلمين، وتسيء الظن بالمسلمين،

فحينما تغسل أيديها من الأمة وتقول لا خير فيها ولا تريد العمل بها وتغييرها .. لمجرد حدث طارئ حلَّ بِكم ورأيتم من الأمة سكون .. دون أن تعرفوا سبب تخليهم عنكم إن صح التعبير أو تخاذلهم عن نصرتكم .. ودون تحليل المشكلة التي أدت بهم أن لا يهتموا بأمركم وتقوموا بدراستها وعلاجها واستئصال السبب الذي أدى بها إلى خذلانكم ..

هذا يعني أنكم تعفوا أنفسكم من المسؤولية التي تقع عليكم اتجاه اخوانكم المضَلَلَين والذين يحتاجون أن تأخذوا بأيديهم إلى ما وَعيتُم عليه ..

فعن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رأيت الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكهم " وفي رواية " فهو من أهلكهم ".

وفيها نظرتان كما قال أهل العلم:

* إما أن يقولها الرجل احتقارا للناس وإزدراءً عليهم وإعجابا بنفسه .
* وإما أن يقولها تأسفاً وحزناً وخوفاً عليهم لقبح ما يرى منهم . وليس مما عُني به الحديث.

فالفرق بين الأولى والثانية:

الأول يكون راضياً عن نفسه معجباً بها ويحتقر ما دونه . بدلاً من أن يأخذ بيده إلى ما وصل إليه من علم أو عمل كما يدعي ..
والثاني يكون ماقتاً لنفسه موبخاً لها ولا يرى في نفسه العُجب ولا ينظر إلى الناس نظرة كِبر وأنه أفضل منهم .. بل يسعى وإياهم بكل ما أوتي من وسع إلى أن يصل وإياهم إلى الهدف المنشود.

وقال مسلم بن يسار (كفى بالمرء من الشر أن يرى أنه أفضل من أخيه).

ومن لا يزال يُصر على أن الأمة فُقِدَ الأملَ فيها هذا يعني أنه انطبق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور أعلاه .

وكذلك الذي يفصل الجيوش عن الأمة ويجعل لكل منهم عقيدة مغايرة ذلك أنه ارتضى على ما هُم عليه فلا غيَّرهم ولا غيَّر واقعهم ولا واقعه وبقي يذكر فساد ما فيهم دون أن يرتجي العمل لتغييرهم أو من يعمل في تغييرهم لينحازوا لمبدأ الإسلام .. تماماً كما يعمل أي مسلم ملتزم مع مسلم عاصي ويرشده إلى الهداية وطريق الخلاص .. فلماذا تُقرون في العمل بالناس العُزل الذين إن اهتدوا لن يكون أثرهم على الإسلام إلا دعوياً بينما الجيوش إن أهتدت سيعم أثرهم على المجتمع وأن ينحازوا إلى ما اهتدوا إليه ويصنعوا القرار .. ويعطوا الحكم لمن هم أهل له أو لمن أرشدهم ..

فكيف ستجد أفراد الجيش يقفون معك ما دمت قد سمحت وقبلت لما أراده الغرب من فصل وشرخ بين أبناء الأمة الواحدة .. ويريدون فصل الجيوش عن الأمة ويعبئوهم بأفكارهم الغربية المنتنة التي تبقي على استعمار البلاد ونهب ثرواتها لهم .. وتسليط أبنائنا في الجيوش علينا بحجة أننا أعدائهم ..وما إلخ...

#تفكر جيداً وادرك نتيجة ما أحدثك به واعمل به أو اصمت ولا تثير البلبلة لشيء لم تبلغه بعد وها نحن نذكرك بأن تبلغه معنا قبل أن يفوتك المسير فتندم ندم العفيف بن قيس الذي جاء يبكي أمام رسول الله وهو معلناً إسلامه بعد فتح مكة لأنه كاد أن يكون رابع أو خامس من أسلم وكان الإسلام سيقف على أكتافه ويكون له الخير المديد ..

ولهذا نقول ما فقدنا الأمل يوماً لا بالأمة ولا بجيوشها . . لأننا نعلم حقيقة الأمة وعقيدتها ومعدنها الأصيل . . . .
والحاصل كما تحدثت أن حكام الغرب وأذنابهم حكام المسلمين قاموا بتكبيلها وتغطيتها وحرف مسار الأمة عن حقيقتها . . . .
لكن لا يعني أن لا تعمل جاهداً لتزيل الغطاء وتزيح الغبار عنها . . .
حينها ستظهر لكم بعقيدتها التي لا يذل من يعتقدها .

اقرأوه من أخٍ حريص عليكم .. ونسأل الله أن يهدينا وإياكم إلى سبيل الرشاد ..



تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم